تم بحمد الله إطلاق النسخة التجريبية الثانية لموقع إعفاف - ويسرنا أن نتلقى ملاحظاتكم. ويسعد الموقع بأستضافة علماءومشايخ فضلاء للاجابة على اسئلتكم واستشاراتكم ومنهم : والشيخ الدكتور سعيد بن مسفرالقحطاني والشيخ الدكتور سعد البريك الشيخ عبدالمحسن القاسم امام المسجدالنبوي والشيخ الدكتور محمد الدخيل والشيخ الدكتور سعيدغليفص والشيخ الدكتور عبدالرحمن الجبرين والشيخ طلال الدوسري والشيخ الدكتور حسن الغزالي والشيخ الدكتور حمد الشتوي عضو هيئة كبار العلماء والشيخ الدكتور عبدالله الجفن والدكتورعبدالله بن حجر والدكتور منتصر الرغبان والدكتور ابراهيم أقصم والشيخ محمد الدحيم والشيخ مهدي مبجر والشيخ محمد المقرن والشيخ خالد الشبرمي والشيخ فايز الاسمري والدكتور سعيد العسيري والشيخ الدكتور أنس بن سعيد بن مسفرالقحطاني والشيخ الدكتور علي بادحدح والشيخ حسن بن قعود والشيخ سليمان القوزي والشيخ الدكتور محمد باجابر والشيخ عبدالله القبيسي والشيخ الدكتور محمد البراك والشيخ عبدالله رمزي وفضيلة الشيخ محمد الشنقيطي والشيخ الدكتور صالح ابوعراد والشيخ الدكتور عوض القرني والشيخ الدكتور عبدالعزيز الروضان والشيخ الدكتور عبدالحكيم الشبرمي والشيخ خالد الهويسين والشيخ محمد الصفار والشيخ خالد الحمودي والشيخ عبدالله بلقاسم والشيخ محمد عبدالله الشهري والشيخ رأفت الجديبي والشيخ احمد سالم الشهري والشيخ محمد شرف الثبيتي والاستاذة عبير الثقفي والاستاذة رقية الروضان والاستاذة مها المهنا
 
 


القسم : مشكلات زوجية-سوء العشرة
العنوان : زوجي يستهزئ بي!!
عدد القراء : 2201

الإستشارة :أنا سيدة متزوجة منذ 14 عاماً.. مشكلتي مع زوجي أنه لا يستمع لي ولا يتحدث معي ولا يعطيني الفرصة للشكوى من أي مشكلة أواجهها فأنا أعيش في عمارة واحدة مع أفراد عائلته, ولا تخفى عليكم المشاكل التي تحدث بين والدة الزوج وزوجة ابنها من جهة, أو بين زوجات الإخوة من جهة أخرى, ناهيك عن مشاكل العلاقة الزوجية, ومشاكل الأولاد من جهة أخرى, أضف إليها عدم وجود أصدقاء ذلك أني سافرت مع زوجي بعيدا عن أهلي وأصدقائي, ثم انشغالي بأولادي حين كانوا صغارا، وعدم مشاركته لي في تربيتهم أو في حياتي فهو دائما يفتعل الأسباب للخروج، ولا أراه إلا حينما يريد الأكل أو النوم، حاولت تنبيهه إلى ذلك لكنه دائما ما يستهزئ بي وبرغباتي, كما أنه دائم التقليل من شأني ومن شأن أي عمل أقوم به، وشكوت لوالده ذات مرة ولكن عبثاً, فقد أحس بي والده, ولكن هو لا. في السابق حين كان أبنائي أصغر سناً. لم أكن أحاسبه ولكني كنت أكتم ضيقي في نفسي وأعبر عنه عن طريق الصراخ في أولادي وضربهم دون قصد مني، ولكن الآن أصبحت أفهم إهماله وأكثر ولكن لا أملك الوسيلة لوقفه، هذا عدا عن أن والده الذي كان من الممكن أن أشكو له توفي, وبقيت والدته التي تتمنى وتحاول بكل وسيلة لكي يبقى أبناؤها بالقرب منها ويتركوا البقاء مع زوجاتهم لا بل إنها تشتاط غضباً حين يهتم ابنها بزوجته وتتمنى أن يبقى عندها طيلة الوقت, لذا فهو إما أن يكون في عمله الذي يفتعل ضرورة وجوده فيه معظم الوقت مع أنه لا ضرورة لوجوده اليومي وبهذا العدد من الساعات، وإما أن يكون عند والدته أو عند صديق له. وغير ذلك أنه وإن وجد في المنزل فهو جالس أمام جهاز الكمبيوتر. ولا أراه يجلس معي إلا إذا كان له عندي طلب، لذا أحسه بعيدا عني حتى أني حين أريد أن أفصح له عن شيء أتردد كثيراًً, حتى أني بت أشكو مؤخرا مشاكلي لابني وأسألكم هل تعود هذه الشكوى على ابني بالضرر؟.. وحتى حينما أتجرأ وأتكلم معه (أي مع زوجي) بشكوى أجده يسفه ويقلل من شأن ما أقول ولا يترك لي الفرصة لإكمال ما بدأت إلا نادرا وأحيانا لا يصدقني, وأحياناً أخرى يصفني بالمريضة, في حين أنه يكون كله آذان صاغية لوالدته إذا ما اشتكت من إحدى زوجات ابنها.. أرشدوني دلكم الله إلى صراطه المستقيم. ووفاكم الله أجركم.

الجواب:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: أسأل الله تعالى أن يوفقك للوصول إلى أمثل الحلول لهذه المشكلة، أو الحصول على الإجابات الصحيحة لهذه الأسئلة، ونسأله تعالى أن يوفقنا للهدى، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ونسأله سبحانه أن يرينا الباطل باطلا، ويرزقنا اجتنابه. المقدمة: نشكرك على أمرين: الأول: على ثقتك في الموقع (لها أون لاين)، ثانيا: صبرك على زوجك مدة 14 عاما، لكن نريد منك المزيد من التحمل، و باختصار نريد منك معرفة كيفية التماسك حفاظا على كيان الأسرة من الانهيار، وللحفاظ على مصلحة الأولاد، وعدم تلوث سمعتهم. ولكي تستطيعِ الاستمرار في الصبر والتحمل سوف نحاول تناول المشكلة من كافة الجوانب، و نسأل الله تعالى لنا و لكِ التوفيق والسداد. أولا: لابد أن نستمع للطرفين: قبل الدخول في تفاصيل المشكلة وبيان الحلول المناسبة، أحب أن أؤكد أن مشكلات الحياة الزوجية لا يمكن الوصول فيها للحل الصحيح التام إلا إذا استمعنا للطرفين، وهنا لا يمكن الوصول للطرف الآخر، فسيكون الحل، أو سيصدر الحكم بناء على كلام الزوجة، أو المعلومات التي وصلت من الزوجة فقط، والعلاج يحتاج إلى نصح وتوجيه، إضافة إلى الصبر من الزوجة على تطبيق النصائح، وطول نفس في مجاهدة النفس وتعوديها على بعض الأخلاق الفاضلة التي تنقصها، وقد تنجح الزوجة في الوصول للحل المناسب إذا طبقت النصائح التي ستأتي بعد قليل، وإذا لم تنجح هذه الحلول إلا لفترة محدودة فالأفضل أن تتوجه الزوجة خصوصا إذا لم تصل للحل الأمثل بعد هذه التوجيهات، تتوجه إلى من يتمكن من سماع الطرفين، من جهة محترمة ومؤثرة يكون عندها الإلمام و الاطلاع على تفاصيل المشكلة, وسوف أحاول من خلال شرحي للحلول أن أتوقع ما يمكن أن يعاني منه الزوج في هذه المشكلة. ثانيا: العيب مشترك بين غالبية الرجال: العيوب التي تحدثت عنها في رسالتك عن زوجك ليست جديدة؛ بل هي غالبا أهم الشكاوى المشتركة بين الزوجات عند الكلام على الأزواج، فالرجل له طبيعة مختلفة عن المرأة، فالزوجة أو المرأة تقدم العواطف، وتميل إلى تقديم هوى النفس، وتسير خلف قلبها، ولا تقدم العقل الراجح، وهي عموما تحب كثرة الكلام، والتفصيل في سرد الحكايات، أو عرض الموضوعات، كما تعشق الزوجة من يسمعها حلو الكلام، وتحب من يطرب آذانها بكلام الحب والغرام، والرجل إنسان عملي غالبا قد يفشل في تعطير أذن الزوجة بالكلام الجميل، وقد لا يحسن نشر الحب والحنان كما أنه يحب الاختصار، ويفضل قلة الكلام، ويغلب العقل على القلب ويقدم الحب بصورة واقعية، ويوفر السعادة بمواقف عملية، والزوجة التي لا تعرف صفات الرجال تحزن من هذه الرجولة العملية وتبحث عن العواطف وتقارن بين ما تراه من الممثلين في الأفلام والمسلسلات،فتتعب، فنرجو أن تقبلي زوجك كما هو، وإن استطعت أن تقدمي له بعض النصائح بصورة مباشرة، أو غير مباشرة في كيفية تحسين التعامل مع الزوجة، لكان خيرا، وللتوسع في معرفة طبيعة الرجال، أرجو أن ترجعي إلى استشارة سابقة مهمة ومفصلة و منشورة تحت عنوان: زوجي من أي صنف أو زوجي لا يحاور ولا يجامل. أو زوجي جاف جدا. ثالثاً: اختيار طريق الصبر والإصلاح: اختيار طريق الإصلاح والصبر والتحمل والاستمرار مع هذا الزوج هو الحل المناسب، وهذا يحتاج إلى المزيد من الصبر مع المجاهدة وطول النفس، والسير في طريق الاستقامة وملازمة التقوى. وبذلك تختاري أنت أولا هذا الطريق بترحاب واقتناع، وتتعرفي جيدا على كيفية السير في هذا الدرب بمجموعة من الخطوات العملية، وتعترفي بأخطائك، وتحاولي إصلاح عيوبك أولا- سأتحدث عنها بعد قليل - وعليك أن تبحثي عن الحق وتلازمي التقوى، ثم تحاولي إصلاح زوجك، واللجوء إلى الله تعالى وتسأليه بصدق وإخلاص أن يصلح زوجك، وتسألي نفسك هل فعلا ممكن أن تتقربي إلى الله تعالى بالطاعات، و تتعلمي من أخطائك. ويمكنك أيضا أن تشرحي لزوجك بطريقة مباشرة مع الرفق واللين والحكمة، أو تشرحي له بوسائل غير مباشرة كتقديم كتاب أو شريط يبين له ما يجب عليه من واجبات نحو زوجته وأولاده، وأن يكون متوازنا في حياته فلا يسرف في الإحسان للآخرين، ويهضم حقوق زوجته. وحتى أبتعد عن التكرار والتطويل يمكنك أن ترجعي لمشاركة مهمة منشورة في هذا الموقع النافع (لها أون لاين) عن كيفية مجاهدة النفس، والنفس تحتاج لمجهود متواصل، وخطوات متتابعة أرجو أن ترجعي لها في استشارة منشورة تحت عنوان: ساكن خيالي هل هذا حب؟. وطبعا قد تنجحي بنسبة قليلة في الانتصار على نفسك، والصبر على زوجك، مع الوصول لإصلاح الزوج، وهذا الأمر يحتاج لمجهود طويل، ولكن لا تيأسِ من إصلاحه واستعيني بالله في كل خطواتك. رابعا: فتشي عن أخطائك أولا: أرجو أن تسألي نفسك هذا السؤال؟ ما الذي يجعل الزوج لا يرغب في الجلوس معك كثيرا في المنزل، أو لماذا لا يحب الاستماع إليك فضلا عن الإنصات لك؟ بالطبع توجد مجموعة من الأسباب أو تتكاتف مجموعة من العوامل للوصول أو للتعرف على الأجوبة الصحيحة، والذي يهمنا هنا هو: أنت أيتها الزوجة المسكينة التي تحس بظلم زوجها، وتشعر بالقهر، ولكنها تطمح في الإصلاح ولا تفقد الأمل في تحسن الأمور. وأرجو أن تحاسبي نفسك أولا، وتفكري في الأسباب للرد على هذا السؤال، وأنا أظن أن السبب الرئيس هو أنت ولا تتعجبِ من صراحتي، فالزوجة الذكية تفتش دائما في نفسها، وتكتشف جوانب النقص في ذاتها، وتحاول معالجة الخلل، ومواجهة المشكلات، و عدم التأجيل في البحث عن حلول مناسبة، فمن المؤكد أن الزوج يشعر بالملل - وهذا بحسب كلامك- لأنه أحيانا يجلس في البيت فماذا يجد، من المؤكد أو أتوقع أنه يجد زوجة تنكد عليه فتطرح عليه المشكلات، وتحمله الهموم، وتذكره بالعيوب، و تبحث الزوجة عن الأمور التي تنشر التعاسة، وتطرد السعادة، وقد تعاتب زوجها على أمور مهمة تستحق أو لا تستحق، مثل التأخير، أو عدم الاهتمام بها أو بأولادها، فطبعا يمل الزوج ويهرب، وفي الوقت ذاته: يهتم بالجلوس مع أمه وقد يكون زوجك ابن أمه، ولا يستطيع مفارقتها وهذا الموضوع سأتوسع فيه قليلا بعد قليل، وأنت لم تذكرِ زوجك من أي نوع ؟ فهل هو ابن أمه، أو أن زوجك يحب الجلوس مع الآخرين عموما، لشعوره مثلا بأنه رجل ويجد نفسه خارج بيته، وقد يعتبر جلوسه في منزله يتناقض مع الرجولة، أو هو إنسان أناني يرغب في تلبية رغباته وحده ولا يهمه أن يتحمل مسؤولية بيته وأولاده، أو لا يهتم بإدخال السعادة على أقرب الناس إليه بل يحب أن يسعد نفسه فقط، وفي كل الأحوال أنت المعنية بالأمر، وأنت من تبحثي عن الحل، نسال الله تعالى أن تصلي لأنسب الحلول. خامسا: ما دور الزوجة: قبل بيان دور الزوجة في الإصلاح لا بد أن نشرح أن المشكلة الأساسية في مشكلتك أنك لم تفهم طبيعة الرجال عموما وطبيعة زوجك خصوصا، فمن أساليب النجاح في استمرار الحياة الزوجية بحب وتماسك ونجاح: معرفة طبيعة الرجل، ولا بد أن نعلم أن الرجال بصورة عامة يعبرون عن مشاعرهم بطريقة عملية، فالزوج يحب زوجته وقد لا يخبرها بذلك باستمرار، وقد يظهر مشاعره في فترة الخطبة، قبل الزواج، وبعض الرجال لا يعرف أن يظهر هذا الحب إلا في المواقف العملية أو في أوقات المعاشرة الزوجية، ولا يرى داعيا للتعبير عن حبه بالكلمات، فهو يظن أنه قد أحسن الاختيار وعقد على هذه الزوجة دون غيرها من الفتيات، والرجل يفضل أن يعيش معها بصورة عملية، فهو يعمل ويتعب ويكدح من أجل توفير حياة كريمة لزوجته وأسرته، وهو بذلك يعبر عن حبه لزوجته بصورة واقعية، وعلى الزوجة أن تفهم ذلك فما الداعي للكلام الجميل إذا كانت كل أفعال الزوج تعبر عن الحب التقدير؟ هذه هي وجهة نظر الرجال عموما، وبالطبع تشتكي الكثير من النساء من قلة كلام الأزواج أو من عدم البوح بالمشاعر و ضعف الأحاسيس، إضافة لما يتمتع به بعض الرجال من جفاف العواطف أصلا، وبعضهم لا يحب أن يشرك زوجته في مشاكله الخاصة ، وإذا عاد إلى البيت ركن إلى الراحة وفضل الهدوء، فهو بحاجة إلى السكون لاستعادة النشاط والحيوية. ولا يشارك الزوجة في همومها المنزلية أو الأسرية؛ لذا فإن المواضيع اليسيرة والمشاكل الصغيرة التي تثير اهتمام الزوجة، والتي تريد من زوجها أن يشاركها فيها تصبح عبئا علي الزوجة وحدها لا يمكن أن تطيقه، فالمطلوب من الزوجة أن تدرك طبيعة الرجل ولا داعي لفتح الموضوعات التي تسبب النكد و تحدث المشكلات. أو ليس دور الزوجة هو توفير الجو المناسب للزوج حتى يستريح ويصبح بيته سكنًا وأمناً، وتشعره فعلا أنه أسس بيتا أو أسرة صغير سعيدة توفر له السكن والرحمة كما قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)الروم21. ونحن بذلك نحاول أن تفهم المرأة طبيعة الرجل العملية. ونطلب من كل زوجة أن تفهم لغة الرجال التي يصرحون بها عن حبهم، ونطلب من الزوجة بكل حب وتفهم أن لا تبخل على زوجها بكل ما يرضيه ويسعده، من الكلام الحلو، والمشاعر الفياضة، والعبارات الجميلة. مع العلم أن الرجل ينتظر ذلك منها، ولا يفكر أن هذا مطلوب منه أيضا، لكن ماذا تفعل الزوجة العاقلة التي تريد للأسرة أن تستمر متماسكة سوى أنها تبحث عن كل ما يرضى الزوج ويسعده لتفعله بنفس راضية، فإذا كان هذا الكلام الطيب يرضي الرجل ويشعره بالسعادة؛ فلماذا تمتنع الزوجة عن إظهار كلمات الحب، وتتفوه بالمشاعر الجميلة؛ لكي ينجذب الزوج للبقاء في المنزل، ولماذا لا تتفنن الزوجة في إسعاد زوجها وتحتسب الأجر من المولى سبحانه وتعالى، وإظهار كلمات الحب، وتتفوه بالمشاعر الجميلة. فلو وجد الزوج زوجة وفية ذكية مطيعة، تتناسى عيوبه، وتتغاضى عن هفواته، و تحسن استقباله بدلع وحب وأنوثة، وتتهيأ لإسعاده بشوق و مودة، و وتحاول تدخل عليه السرور، وتنسيه الهموم، وتحاول أن تؤجل مناقشة المشكلات، أو لا تطرحها مادامت تعلم سلفا أن هذا الأمر يزعجه، وتختار وقتا مناسبا لعرض المشكلات برفق ولين ورحمة، وليس بعصبية أو قسوة مع ترك الغضب أو الانفعال مع التعاون والاستعداد للبحث عن الحلول بمشاركة الطرفين، وعدم التخلي عن تحمل المسؤولية، فهل سيفر الزوج من هذا الجو الجميل، أو يهرب من ذلك الحنان الأكيد، لا أظن. فهل فهمت دورك أيتها الزوجة؟ أو ليس دور الزوجة هو توفير الجو المناسب للزوج حتى يستريح ويصبح بيته سكنًا وأمناً، وتشعره فعلا أنه أسس بيتا أو أسرة صغير سعيدة توفر له السكن والرحمة كما قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)الروم21. يتضح بذلك أهمية الدور الذي من الممكن أن تلعبه الزوجة لاستيعاب الزوج، وأما كيفية استيعاب أهله، والتعايش معهم، فهذا أمر يحتاج أيضا إلى ذكاء وحسن تصرف، مع الصبر وقوة التحمل. سادسا: اقبلي إحسان الزوج لأهله: زوجك يبر بأهله، ويحسن إلى أمه، وهذا ليس عيبا، ومن المفترض أن تسعدي بإحسانه إلى أهله، و لكن علينا بنصحه ألا يهمل بيته ويقصر في حقوق زوجته، ولا يحسن التعامل معها، ولكن كيف نوصل له هذه النصائح أو تلك التوجيهات إلا برفق ولين وحكمة. و اعلمي من أهم خطوات الإصلاح: أن تذكري مواقف زوجك الإيجابية، والتي منها حسن تعامله مع أهله، و أطلب منك ألا تنسي هذه المواقف الإيجابية لزوجك، وحاولي أن تتذكري دائما ما يجعلك تتقربي من زوجك، وتتسامحي معه فيما يصدر منه، وحاولي أن تبعدي عن ذهنك مواقفه السيئة المتكررة، حاولي أن تغلبي في نفسك روح التسامح والمغفرة، على روح البغض والكره. أو تذكري المحاسن واعفِ عن المساوئ. وعليك أيضا أن تقبلي زوجك كما هو أي بمحاسنه وعيوبه، ولا تنظري للماضي المؤلم، أو الحاضر الكئيب وعليك التعامل مع زوجك على أنه الحبيب الدائم، وعليك أن لا تفقدي الأمل في زوجك، ومادام فيه أبواب للخير، واعلمي أن الحياة الزوجية تقع فيها المشكلات ولكن الزوجين الناجحين هما من يحاولا توصيل الأسرة لبر الأمان، وقد يكون الدور الأكبر يقع على عاتق الزوجة. اذكري مميزات الزوج، حاولي أيضا أن تكوني الزوجة الوفية الصالحة الودودة التي تعفو وتصفح عن معايب الزوج، فالزوجة الصالحة هي التي ترى محاسن زوجها، وتتغاضى عن معايبه، ومطلوب من الزوج كذلك التغاضي عن عيوب الزوجة. ويتذكر الزوجان قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك - أي لا يبغض أو لا يكره - مؤمن مؤمنة، إن سخط ـ كره ـ منها خلقًا رضي منها آخر" رواه مسلم. سابعا: هل الزوج ابن أمه: بمقدور الزوجة بما تحمله من ذكاءٍ العمل على استيعاب شخصية زوجها، وقد يكون زوجك من النوع الذي يقال عنه أنه ابن أمه، فهو ضعيف الشخصية أمام والدته، فلا رأي له ولا إرادةَ، أو هو لم يشبع من حنان أمه، أو لا يشعر بالراحة في منزله، ومع زوجته، فليتمس الحب والعطف والحنان خارج البيت، ولكن احمدي ربك أنه لا يخرج بعيدا عنك بل يذهب للبحث عما يفتقده عند أهله أو أمه، ولا يذهب يرتمي في أحضان امرأة أخرى يخونك معها، فمن المؤكد لو نظرت لمميزات زوجك و أن عيوبه يمكن أن تتحمليها فسوف تقبيله وتقدريه وتحترميه وتسيري في طريق الإصلاح. فإذا كانت الزوجة فطنة، ستتعرف كيف تكسب الزوج وتكسب أهله، وتتقبل بطباعه، وتأخذ بزمام المبادرة، ويكون لها الرأي الذي يحترمه الجميع بما فيه حماتها، وأما إذا رفضت الزوجة موضوع طاعة الزوج للأم، أو ضعف شخصيته أمامها، وعدم قدرته على العدل بين الأم والزوجة، وعندها تصل العلاقة إلى مفترق الطرق، وتتأزم الأمور وتكسب الأم الابن لصالحها بما لها من سيطر، وتستغل ارتباط الابن بها. أما مشكلة ارتباط الابن أو الزوج بأمه، فهي لها أبعاد كثيرة وأغلبها يعود إلى البيئة التي تربى فيها هذا الزوج والخبرات والمواقف التي اكتسبها فقد يكون الزوج تربَّى على الاعتمادية والسلبية، وهذا النوع من الشخصيات لا يستطيع غالبا أن يتخذ قرارًا إلا بالرجوع لغيره، فهو نمط من الشخصية يكون تابعًا ومعتمدًا على الآخر، والحل في هذه الحالة هو عدم الابتعاد عنه، بل الاستمرار في طاعته، والإحسان إليه، وتقديره واحترامه، وتوفير الجو المناسب له ليعود لعش الزوجية بسلام. وكنت أود أن تكشفي عن شخصية أم الزوج؟ هل الأم من النوع المسيطر على ابنها لأنه الوحيد الفريد الذي تغير منه على زوجته، وفي جميع الأحوال، الأمر مازال بيدك، واستعيني بالله تعالى دائما، وبالصبر والصلاة والدعاء واستغلي أوقات استجابة الدعاء خصوصا في جوف الليل وتعرفي على آداب الدعاء. ثامنا: هذه الأمور ليست في مصلحة الأم( أم زوجك) أو حماتك: فالأم قد تجني على الابن وهي لا تدري، فالأم قد تتملكها الأنانية وتنسى أن ابنها صار رجلا، وأن سيطرتها أو كثرة ارتباط الابن بالأم بعد مرحلة الرجولة وتكوين أسرة سوف تضعف الابن الذي صار زوجا مسئولاً وسوف ينشأ ضعيف الشخصية، واستسلامه للأم وعدم اتخاذه القرارات بنفسه أو بمشاورة زوجته كل هذا بسبب التربية الخاطئة من الأب، والتي لو وقع لها أي مكروه سوف لا يتمكن الزوج أو ابنها من حسن التصرف. اكسبي ود حماتك: وأرجو أن تحاولي تنمية قدراتك على استيعابِ زوجك ولا تقللي من شأن حماتك أمام زوجك، ولا تُركِّز على هذه العقبة بل يجب أن توجهِ المواقف لصالحك، واستخدمي ذكاءك وأسلحتك والتي منها الدلع والأنوثة لكسب الزوج، وهذا سيتطلب وقتًا منك إضافة للصبر والمجاهدة والحلم، ويتوقف النجاح في تغيير زوجك على مدى ذكاءك وحسن تصرفك، وهذا هو دور الزوجة الفطنة، حاولي أن تظهري حبك لحماتك خصوصا أمام زوجك مع حماتها فكثيرًا ما نرى أن الود يكون مفقودًا بين الزوجة والحماة ولكن على الزوجة أن تكسب ود حماتها وأن تأخذها في صفها حتى تشكر الحماة لابنها في قرارات الزوجة وتطلب منه أن يسمع لزوجته. تاسعا: آخر الحلول: إضافة لما سبق، كما ذكرت سابقا الحل المناسب بين يديك، فزوجك قد يرفض الاستماع لك، فيمكنك استعمال وسائل أخرى غير مباشرة لتوصيل الأمور المطلوبة واعلمي: أن طاعة الوالدين عند بعض الناس، لا حدودَ لها حتى وإن جاءت على حسابِ الزوجة والأبناء، وكم من بيوتٍ تصدَّعت بسبب هذا التفكير، لكن الإصلاح يحتاج لوقت لأن تصحيح المفاهيم أمر صعب، وتغيير القناعات بحاجة لجهد ووقت، وإذا اقتنع زوجك بوجاهة شكواك، وعلم أن الإسلام هو دين العدل والرحمة والمساواة،واقتنع أن طاعة الوالدين لها حدود، وينبغي ألا تطغى على علاقة الزوج بزوجته وتقصيره في حقها وحق أولاده، فهل علم زوجك أن الزوجة لها حقوق على الزوج بما أمر به الله تعالى، و بما أمر به رسوله صلى الله عليه وسلم، فآخر ما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم كان النساء فقال "اتقوا الله في النساء فإنهم أسارى عندكم"، "واستوصوا بالنساء خيرًا"، ومن هنا لا بد أن يكون هناك حدود في الطاعة للأم ولا تميل نفسه لطرفٍ على حساب الطرف الآخر، ولكن لا تنسِ الحل المهم وهو: الاستعانة بالله تعالى دائما، وبالصبر والصلاة والدعاء واستغلال أوقات استجابة الدعاء خصوصا في جوف الليل والله الموفق. سؤالك الأخير عن ابنك: أما سؤالك عن مشاركة ابنك في المشكلات، فالأفضل أن تبحثي عن شخصية أخرى وتكون مؤثرة، ويمكنها أن تؤثر على زوجك، مثل عمه أو خاله، أو من يستطيع أن ينصحه ويقبل منه، أما مشاركة الابن في مشاكلك وتحمله لهمومك، وتحمله لهذا الأمر فيتوقف على طبيعة هذا الابن، فإذا كان من النوع الذي يتأثر سلبيا بهذه المشكلات، أو هو من النوع الانفعالي الذي لم يترب على مواجهة المشكلات، فلا داع أن تحكي له المشكلات أو تشركيه في موضوعات قد يكره منها والده وقد يأخذ موقفا معاديا له، وأيضا قد يكره الزواج، ويكره مشكلاته، ويبغض الأولاد، وقد يصاب بعقد منوعة، خصوصا أنه قد يحضر المشكلة ويرى نشوب النزاع بين الأم والأب ثم قد يصطلحا ويغلق عليهما غرفة النوم ويتم الوئام، ولا يرى الابن إلا جانب الشر، ولا يعرف صورة الخير، أو لا يطلع على الجزء الخاص بالصلح. فالأفضل أن تبعدي ابنك عن الدخول مرة أخرى في المشكلات التي قد تحصل مستقبلا بينك وبين والده. إلا إذا كان ابنك ذا عقل راجح، وشخصية قوية، وعنده قدرة على الوقوف في وجه الصعوبات، ويحب مواجهة المشكلات، والدخول في هذه المشكلة قد تزيده قدرة وصلابة، وأنت لا تجدي من تحكي له غير ابنك، ففي هذه الحال يمكن لك أن تفضفضي معه حتى لا تصابي أنت بأمور لا تحمد عقباها، وأخيرا: اعلمي أن هذه الأمور اجتهادية، وأنت ينبغي أن تقيسيها بعد النظر في المحاذير السابقة، واستعيني بالله تعالى في جميع أمورك، والله يعينك ويوفقك. ونسأل الله تعالى لنا ولكِ التوفيق والسداد وأن يمنحنا جميعاً القدرة على الوقوف في وجه المشكلات ومواجهة العقبات. هذا والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. المجيب : علي بن مختار بن محمد بن محفوظ نقلا عن موقع لها اونلاين

أضيفت في: 2007-01-04
المستشار / الشيخ: محمد مجدوع ظافر الشهري
أضيفت بواسطة : محمد مجدوع ظافر الشهري


من نحن
زواج المسيار
نموذج تسجيل الرجال
طلب فتوى
استشارات أسرية
فقه الزواج
دعم الموقع
أضف مشاركة
تصفح ووقع في سجل الزوار
أعلن معنا
شكاوي ومشاكل الموقع
اتصل بنا
عن عمررضى الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم ‏"‏انماالاعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه ‏"‏‏البخاري



 
© 2012 - 2006 جميع الحقوق محفوظة لموقع إعفاف للزواج والإصلاح الأسري