تم بحمد الله إطلاق النسخة التجريبية الثانية لموقع إعفاف - ويسرنا أن نتلقى ملاحظاتكم. ويسعد الموقع بأستضافة علماءومشايخ فضلاء للاجابة على اسئلتكم واستشاراتكم ومنهم : والشيخ الدكتور سعيد بن مسفرالقحطاني والشيخ الدكتور سعد البريك الشيخ عبدالمحسن القاسم امام المسجدالنبوي والشيخ الدكتور محمد الدخيل والشيخ الدكتور سعيدغليفص والشيخ الدكتور عبدالرحمن الجبرين والشيخ طلال الدوسري والشيخ الدكتور حسن الغزالي والشيخ الدكتور حمد الشتوي عضو هيئة كبار العلماء والشيخ الدكتور عبدالله الجفن والدكتورعبدالله بن حجر والدكتور منتصر الرغبان والدكتور ابراهيم أقصم والشيخ محمد الدحيم والشيخ مهدي مبجر والشيخ محمد المقرن والشيخ خالد الشبرمي والشيخ فايز الاسمري والدكتور سعيد العسيري والشيخ الدكتور أنس بن سعيد بن مسفرالقحطاني والشيخ الدكتور علي بادحدح والشيخ حسن بن قعود والشيخ سليمان القوزي والشيخ الدكتور محمد باجابر والشيخ عبدالله القبيسي والشيخ الدكتور محمد البراك والشيخ عبدالله رمزي وفضيلة الشيخ محمد الشنقيطي والشيخ الدكتور صالح ابوعراد والشيخ الدكتور عوض القرني والشيخ الدكتور عبدالعزيز الروضان والشيخ الدكتور عبدالحكيم الشبرمي والشيخ خالد الهويسين والشيخ محمد الصفار والشيخ خالد الحمودي والشيخ عبدالله بلقاسم والشيخ محمد عبدالله الشهري والشيخ رأفت الجديبي والشيخ احمد سالم الشهري والشيخ محمد شرف الثبيتي والاستاذة عبير الثقفي والاستاذة رقية الروضان والاستاذة مها المهنا
 
 


العنوان : دورة .. لا تهتم بصغائر الأمور ..
عدد القراء : 1941

بسم الله الرحمن الرحيم دورة .. لا تهتم بصغائر الأمور ... إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، ونصلي ونسلّم ونبارك على سيد الخلق وحبيب الحق محمد الهادي الأمين .. # الهدف من هذه الدورة : الرجوع إلى الرسالة التي خلقنا الله من أجلها ، قال تعالى :  وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون  ، فلا يمكن أن تتم عبادة ولا أن يكون دين إلاّ بالأخلاق عملاً برسالة المصطفى  : (( إنّما بُعثتُ لأتمّم مكارم الأخلاق )) ، ولقول ابن القيم : من زادَ عليك في الخلق .. زادَ عليك في الدين .. # أسباب الدورة : 1-ترْكنا للمهم الذي سيسألنا الله عنه ، واهتمامنا بما لا يهم .. لقد خُلِقت لأمرٍ لو فَطَنتَ له لأَبَيْتَ أن ترعى مع الهملِ .. 2-عدم معرفة الأولويات فاختلطت الأمور .. 3-شيوع أمراض نفسية مثل : القلق – التوتر – الغضب وغيرها لأتفه الأسباب .. 4-طلبنا الكمال من غيرنا ظنًّا منّا أننا الأفضل .. ولن نستطيع العمل والتعلم بدون رغبة وإرادة وإصرار واستمرارية للوصول للهدف .. # شريحة (1) : كيف لا تهتم بصغائر الأمور ؟؟ كيف : أي ما الذي يجعلنا لا نفكر ولا نهتم بالصغائر التي تصدر من الغير تجاهنا ، ولكن يجب علينا الاهتمام بما يصدر منّا تجاه الغير .. الصغائر : أي الأشياء والأمور التي تفسد عليّ حياتي وسعادتي مثل : رؤية أخطاء الآخرين ، أو النظر إلى كيفية معاملتهم لي ، فهذا قام لي ، وهذا لم يحترمني ، وهذا قال كلمة ذم قصدني بها ، وهذا لم يدعوني ....... إلخ هذه الأمور .. # شريحة (2) : ( ألا بذكر الله تطمئنُّ القلوب ) : فذكر الله واللجوء إليه هو الدواء الناجح الذي يشفي من كل الأمراض القلبية في كل فرح وترح ، وفي كل أزمة وملمة ، وذكر الله يجب أن يكون من القلب مواطئ ذكر اللسان .. قال  : ( التمس لأخيك سبعين عذراً ) ، إذاً لأرتاح نفسياً ألتمس الأعذار ، وهذه وصية من بعثه الله رحمة للعالمين ، من رسالته تتميم الأخلاق ، والطريق واضح كما أخبرنا الرسول  ولا يزيغ عنه إلاّ هالك .. # شريحة (3) : لماذا الذي نحن فيه ؟؟ من قلق وتوتر دائم ، وسوء ظن في الآخرين ، وشقاء وشكوى مستمرة ، والبحث عن السعادة بعيداً وهي بين أيدينا .. السعادة هي في الكتاب والسنة .. * أسباب الذي نحن فيه : 1- البعد عن تدبُّر كتاب الله والعمل به والتحاكم إليه .. 2- البعد عن سنة نبينا وتطبيقها كسلوك في حياتنا .. 3- البعد عن التفكير أنّ هناك يوم آخِر سيسألنا الله فيه عن كل كبيرة وصغيرة .. فغفلتنا عن اليوم الآخر مع إيماننا به هو السبب الرئيسي لتراجعنا وسوء أخلاقنا ، فوالله لو عملنا حساباً لذلك اليوم لكنّا كالملائكة أو أفضل ، ومن هنا أدعو للرجوع إلى الله وإلى الرسول وإلى التفكر في اليوم الآخر لنصرة الدين وعلو الكلمة ونهضة الأمة .. 4- لأننا اتبعنا الهوى والدنيا والشيطان .. 5- لأننا وضعنا أنفسنا وذواتنا في إطار ( الأنا ) .. وصدقوني لم نحافظ عليها في هذا الإطار بل تركنا الغبار يتراكم عليها فأصبحت لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً ، فأصبح لا همَّ لنا سوى رؤية عيوب من حولنا واتهام الآخرين ، ورفعنا أنفسنا عن الاعتراف بالخطأ وأصغرْنا الناس ورفضنا الحق .. # شريحة (4) : العلاج والهدف من هذه الدورة هو : الوصول إلى الراحة النفسية والحياة الطيبة في ظل إتباع الكتاب والسنة : يقول ابن تيمية : إنّ في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة ، قالوا : وما هي ؟ قال : لذة الأنس بالله .. المقصود أن نكون مستمتعين بعمل الطاعات ، مستمتعين بالبعد عن المعاصي والمحرمات .. وللوصول للهدف سنمشي في طريق ، وهذا الطريق فيه محطات نقف عندها لنتزوّد منها لنستطيع عبور العوائق ومواصلة المسير للهدف المنشود الذي هو ( الراحـــــة ) .. والآن .. هيا لنستعد للرحيل متوكلين على الله مستعينين به ، ولسلامتك اتبع الإرشادات : الصبر – الإصرار – الاستمرار – الهمة العالية – تجرُّع المرار – الإرادة .. والآن .. اتفقنا على المسير .. هيا شدوا الرحال وقولوا دعاء السفر فإنّ السفر بعيد والزاد قليل .. # شريحة (5) : المحطات هي : 1)الحب العام : وأقصد به الحب الراقي لكل البشر حتى الجمادات والزرع ، وعلى قمّته حب الله حقاً وعملاً ، وحب رسوله حقاً وعملاً ، وخدمة وحب الدين بروحي وجسدي ، وقول رضيتُ بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد  نبياً ورسولاً ، فالدنيا قائمة على الحب ، والآخرة قائمة على الحب فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه ، الحب في كل شيء وكل وقت وغير مشروط .. إن كنت طيبة معي أحببتك ، إن مدحتني أحببتك ، إن قلت لي ( لأ ) كرهتك ، لا ليس هذا هو الحب ولكن كما قال الرسول  : ( من أوثق عرى الإيمان أن تحِبَّ لله وتُبغِضَ لله وتعطي لله وتمنع لله ) ، فإذا حققنا هذه المعادلة نكون فعلاً رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد  نبياً ورسولاً ، وليس الحب على حسب الأهواء والأذواق .. 2)الاستمتاع بالحياة العائلية : وما الحياة الدنيا إلاّ متاع وخير متاعها المرأة الصالحة .. التمتع بنعم الله عليّ وشكره عليها بالمحافظة عليها كما أُمِرت ، ولا أُشعِر نفسي أنّها عالة عليّ وأنني في مصيبة ولكن أُمتِّع نفسي بزوجي وأولادي وأهلي ، أحبهم ويحبونني ، أرعاهم ويرعونني ، أرتقي بهم للجنة ويرتقون بي ، أنصر بهم الدين ، وأقبل كل من حولي وأتعايش معهم كما يحب ربي ويرضى .. 3)الهمة العالية للعلم والتعلم : يقول الإمام أحمد بن حنبل  : مع المحبرة إلى المقبرة ، فالعلم ينير القلوب ، ويسهِّل الدروب ، ويهذِّب النفوس ، وبه تعلى الأمم إذا صاحبها أخلاق ، قال تعالى :  يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات  ، فبالعلم يرتفع الإنسان بتفكيره عن السفاسف ، ويرتقي عن التوافه ... 4)الارتقاء بالتفكير إلى ما يرضي الله ورسوله : ولستُ أرى في عيوب الناس عيباً كنقصِ القادرينَ عن التمامِ فالعلو والارتقاء يجعلانا نرى الأمور صغائر فلا نهتم بها ، وجميلٌ أن نحيا في المعالي فالجوُّ هناك نقيٌّ وسليم .. 5)إعطاء كل شيء حقه : وتقدير الأمور بمقاديرها فلا نضع مكبر على الصغائر ونعملقها ، ولا نقزِّم الكبائر ولكن نهتم بما سيسألنا الله عنه وما ينفعنا ، ولا نهتم بما يُنزلنا إلى أسفل السافلين .. اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، وآتنا الحكمة وفصل الخطاب .. 6)التسامح : ( إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم ) .. والتسامح دواء ناجح وعلاج لأكثر الأمراض ، وهو يرقى بالإنسان ، ولا يتم الانتفاع به إلاّ بالتدريب والعلم والمعرفة بالله واليوم الآخر ، وأن يكون هناك طموح ورغبة في الأعلى ، والأعلى عند الله ... 7)السعادة : ( طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) .. لا نُتعب أنفسنا بالبحث عن السعادة بعيداً ، إنّها داخلنا بإتباعنا لكتاب الله وسنة رسوله التي منها الإرشادات السابقة ، وكما قلنا بالإصرار والصبر والحب والتسامح ............... سنصل بإذن الله .. مرةً أخرى .. لا نهتم بالصغائر من غيرنا تجاهنا ، ونهتم بها منّا تجاه غيرنا .. # شريحة (6) : على فكرة .. لقد كان كل ما سبق تمهيداً ، والآن نريد أن نعرف معنى كلمة ( لا تهتم ) ؟ لا : ناهية أي لا تفعل .. تهتم : من الهم أي الأمر الذي يجعلني لا أشعر بالراحة ، وأنشغل به ويؤرقني وبالتالي يضطرني ذلك للتصرف الخاطئ ثم الندم وعدم الاستقرار فأصبح عصبية وأنسحب من خطأ أريد علاجه بخطأٍ آخر وهكذا ....... أمثلة لصغائر الأمور التي نكبِّرها ونجعلها تستولي على أفكارنا وهي لا تساوي شيئاً : ما ردة فعلك لكأسٍ كسرها طفلك – زوجك – خادمتك – أم زوجك – أمك – أنت نفسك ؟؟ الفعل واحد ولكن اختلاف الأشخاص يؤدي لاختلاف ردّات الفعل حسب الشخص ، وللراحة يجب أن تكون ردة الفعل واحدة .. وقِسْ على ذلك الجدال على شيء تافه يمكن أن يولِّد قطيعة ، أو شجار أطفال ينتقل إلى العوائل ............. وغير ذلك الكثير من الأمور التافهة التي نجعلها مشكلة كبيرة ونبني عليها غيبة وحقد وحسد وأمراض قلوب لا يعلم مداها إلاّ الله ، وعملنا من الحبة قبة ، وانقلبت الموازين ، بالتالي لن نهتم بما يجب علينا الاهتمام به والمتضرر هو نحن أنفسنا .. نصل من ذلك إلى .. كيف نفرِّق بين أمر كبير وآخر صغير ؟؟ يكون ذلك باختلاف : 1- طريقة التفكير 2- طريقة التربية 3- طبيعة الإنسان 4- البيئة 5- المؤثرات الخارجية 6- الدين ................ وغيرها .. حسناً .. ما المخرج ؟؟ ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) لأنّه ( وما فرطنا في الكتاب من شيء ) ، أو إنسان راقي حكيم يضع الأمور في نصابها .. أريد التنبيه إلى أمر خاطئ منتشر جداً وهو قول : أنا كده ، أنا طبعي عصبي – للعلم عصبي تعني مجنون – وفي بعض الأحيان نعزّز هذا الأمر في أبنائنا بقول : والله ولدي عصبي ، وألغينا حديث رسول الله الذي علمنا فيه أنّ الصبر بالتصبر والحلم بالتحلم والعلم بالتعلم ، فيأخذنا الله بعذاب ونحن حينئذٍ نستحقه ، فالواجب علينا تطوير النفس والارتقاء بها إلى الأعالي من خلال حضور الدورات وقراءة الكتب ومجالسة الصالحين لمن أراد أن يحيا الحياة الطيبة ، وأن لا نكون عبيداً لأهوائنا كيفما تحركنا نمشي ككرة بين قدمي الأهواء ولا نشعر إلاّ وقد تردَّينا كما قال تعالى :  ومن اتبع هواه فتردى  ... ولنحاول أن يكون شعارنا ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به ) .. يجب مجاهدة النفس فلا تطيعها ولكن اجعلها كجواد تحت فارس شجاع مغوار يقودها حسبما يحب الله ويرضى ، فالراحة لا تكون إلاّ بعمل ما يُرضي الله ورسوله ولنتذكر : ( ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا .......... ) .. تعبنا أليس كذلك ؟؟ حسناً .. ما رأيكم أن ندخل إلى بستان ونقف تحت بعض الشجرات المثمرات لنتزود منها ولنستمتع بنعم الله .. والآن .. لنقف 5 دقائق استعداداً لدخول البستان .. اخترتُ بعض الشجرات ، وهناك الكثير غيرها والتي أترك لكم أن تختاروها وتستظلوا بظلها بينكم وبين أنفسكم .. # شريحة (8) : 1)شجرة الاستماع الفعال : وهي شجرة مثمرة تؤتي ثمارها سريعاً فور زرعها إذا سقيناها بماء المحبة وسماد الصبر والاحتساب ، فثمارها أشبه بالدواء السحري في جميع الأحوال ومع كل الشرائح ، وبالاستماع الفعال نكون كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضاً ، وأن لا نكون مثرثرين متشدقين ، فإذا كنت مستمعاً جيداً ستكون متكلماً جيداً ، وبالاستماع تُحل مشاكل كثيرة .. كيف أكون مستمعاً جيداً ؟ 1- بجسدي كله 2- كلي آذانٌ صاغية 3- عدم الانشغال بشيء ولا أقاطع إلاّ إذا دعت الحاجة لذلك . 4- التجاوب مع المشاعر ، فالشح أنواع ومنها شح المشاعر . 5- أنظّم كل أموري 6- الاحترام بين الطرفين والاستماع ليس مهارة جديدة ولكن علمنا هو المعلم الأول في أكثر من قصة في السيرة النبوية ، فلنتخلق بهذا الخلق ونتدرب عليه ابتغاءً لمرضاة الله .. وهذه الشجرة لها علاقة بعدم الاهتمام بالصغائر عند الاستماع للتعرف على مشاكل أخيك فتعذره ، مع أنه يجب علينا الإعذار بدون معرفة الأسباب .. لا تقل : أبدأ !! ولماذا أنا الذي أبدأ !! فليبدأ غيري .. لا .. ليس لهذا خلقت ولكن خلقت للعمل ، يقول تعالى :  وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماوات ..........  .. كن سبّاقاً للخير وأنت المستفيد .. كلٌّ آتيهِ يوم القيامة فرداً ، فليكن شعارك ( وعجلت إليك ربي لترضى ) .. املأ صحيفتك بالحسنات ، وانتبه من أن تقول لمن أمامك أنه لا يستحق المعاملة الحسنة ، فإن لم يستحق هو فألا تستحق أنت أن تكون من الناجين يوم القيامة ، فكن متميزاً .. ألم تسمع قول الحكيم : افعل الخير للناس ، فإن لم يكونوا أهلاً له فأنت أهله .. 2)شجرة الوفاء بالعهد : الوفاء بالعهد إستراتيجية قوية بعيدة الأجل أظهرها الإسلام بصورة حسنة ، وللمحافظة على ارتباطك بمن تحب بصورة دائمة بصدق وصبر فحسن العهد من الإيمان ، فإذا لم تفي بعهودك فلن يثق بك أحد وبالتالي لن يحبوك ، فإذا طلب منك أحد أي شيء وأنت لا تستطيع عمله فلا تخجل من قول لا أستطيع بحب وذوق ولطف ، وإن استطعت فاخدم ولا تقصِّر فخير الناس وأحبهم إلى الله أنفعهم للناس ، ولقد امتدح الله في كتابه الوفاء بالعهد فقال :  رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه  ، والوفاء بالعهد أمر من الله فُرِضَ علينا عندما قال :  وأوفوا بالعهد إنّ العهد كان مسئولاً  ، ومن الناس من يعتبرها شطارة فيدق صدره خجلاً ثم يلف ويدور لئلا يفي بالعهد و والله إنّ هذا لضعف ، ويجب أن يكون شعار المسلمين : طمِّنوهم أننا من أمةٍ تحفظ الود ولا تنسى العهودا وفي السيرة النبوية وحياة الصحابة والسلف الصالح من هذا الكثير .. وللعلم .. فإنّ نقض العهد من شيم اليهود .. فاهتم بعدم نقض العهد ، والتمس العذر لمن لم يوفي معك ، وكن قدوة له بالوفاء .. إذاً .. لا نهتم بصغائر الأمور من غيرنا تجاهنا .. ونهتم بها منا تجاه غيرنا .. 3)شجرة فن التعامل مع الآخرين عند الاختلاف : بدايةً .. لماذا يحصل الاختلاف ؟ يحصل الاختلاف إمّا لإتباع الأهواء ، أو لسوء الفهم ، أو لاختلاف الآراء ، أو للتعصب لأمر ما ، وكما يقول المثل العامِّي : من نحبه نبلع له الزلط ومن نكرهه نقف له على الغلط .. إذا عرفنا ذاتنا فلن نكره ، ولا تعتقد أنّ الاختلاف شيء منكر .. أبداً ولكنه طبيعي لاختلاف الشخصيات ، وبالاختلاف تكون النهضة ولكن البطولة أن لا تدع أهواءك تتحكم فيك ، وأن يكون شعارنا شعار الصالحين : رأيي خطأ قابل للصواب ورأيك صواب قابل للخطأ ، ومن الكبر عدم تقبل آراء الآخرين ، أنت معي فأنت قديس وأنت ضدي فأنت إبليس ، ولكن نسدد ونقارب ونتذكر أنّ الدنيا حقيرة على أن نبني على الاختلاف أحقاد وغل وغيرة .. ولنتعامل مع الاختلاف بواقعية ورقي يجب علينا بِــ : 1- لا تغضب 2- لا تكره 3- التعرف على منشأ الخلاف وذلك يعني أننا كلنا ذوو خطأ ، وما أسباب الخلاف ؟ هل هي ذات قيمة أو لا ؟ وهل تستحق أن نختلف ونتهاجم لأجلها ؟ والأسباب ربما تكون من أجل الدين أو الدنيا أو نفسية أو شخصية أو عائلية ................... 4-علينا التركيز على المشكلة وليس الشخص ، على السلوك وليس الشخصية فكلنا ذوو خطأ ، وقال الرسول  أنّ الإيمان يكمل إذا كان حبنا في الله وبغضنا في الله كما ذُكِرَ في الحديث سابقاً ، وكما قال الشاعر : أحبب حبيبك هوناً عسى أن يكون عدوك يوماً ماوابغض عدوك هوناً عسى أن يكون حبيبك يوماً ما فديننا دين الوسطية ، وما أجمل المؤمن الهيّن الليّن المرن ، وأُشعِرُ الشخص بأني أحبه رغم كل شيء وأنه مهمٌ عندي فيسهل بذلك حل المشكلة وتقريب وجهات النظر ، والأمة التي تقوم على العدل تبقى – اللهم إنّي أسألك العدل في الرضا والغضب – جميلٌ أن نحاول رؤية الأمور كما يجب أن تكون وليس على حسب رؤيتنا لها ، ولنحاول فهم وجهة نظر الآخرين فلربما كانت أفضل من رأينا ، ولا نتكبر على الحق ونقبله من أيٍّ كان ، واختلاف الآراء لا يؤدي إلى فساد الود قضية ، ولا يضر إذا تنازلت أنا مرة وأخي مرة وتمشي القافلة وينتصر الإسلام ، يقول الرسول  مقسماً : ( والذي نفسي بيده ما ازداد عبدٌ بعفوٍ إلاّ عزاً ومن تواضع لله رفعه ) .. فلنحب بعضنا ونتقبّل بعضنا من أجل الله ونصرة دينه .. المحاولة الأخيرة : إصلاح ذات البين : علينا اليقين أنّ الأعمال تُرفع كل اثنين وخميس إلاّ للمتشاحنين يتقابلان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام .. فلنترك أثراً طيباً وريحاً جميلة في كل مكان نذهب إليه لعله العمل الذي يُقبل ونُرفع به .. 4)شجرة التسامح : وقفنا قبل ذلك في محطة التسامح ، ونجدها هنا شجرة لأهميتها ، وأنّ الإسلام حثّ عليه كثيراً للنهضة والنصر ، وهي من أجمل الشجرات المريحة في الدنيا ولها أثر كبير في الآخرة ، فمن عفا وأصلح فأجره على الله .. غصون شجرة التسامح : الحب – الحلم – عدم الغضب – التفاهم – التنازل – الرضا – الاحتساب – الرغبة فيما عند الله ، وغيرها كثير .. ولا أعتقد أبداً أننا تعرّضنا لما تعرّض له حبيب الحق وسيد الخلق ، فماذا قال عند قدرته على الانتقام ؟ قال : لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ، متأسِّياً بأخيه يوسف  عندما عمل له إخوته ما عملوه ورغم ذلك عفا وأصلح ، وما كان من أمر عائشة  في حادثة الإفك وعتاب الله لأبوبكر ، ألا نحب أن يعفو الله عنّا ؟! والكاظمين الغيظ .. واصفح الصفح الجميل ..هذه هي البطولة .. لنقف ونفكر قليلاً .. ما النتيجة من الغضب والانتقام وعدم التسامح ؟ النتيجة هي الحقد والحسد والغيبة وخسران الأخوة والدنيا والآخرة وشماتة الأعداء ، ويوم القيامة نقف السنين الطوال للحساب ثمّ أخيراً لا ندخل الجنة إلاّ بالتسامح ، فلماذا إذاً هذا العناد !! وثمار شجرة التسامح : الحب – القوة – الاجتماع – الراحة – النصر .. والتسامح هو الممحاة التي تزيل آثار الماضي المؤلم ، ولنتذكر أننا كلنا بشر وأنّ القوة في التسامح .. والتسامح يحررنا من أشياء كثيرة كالغضب وحب الانتقام وغيرها .. وللتسامح قدرة على معالجة حياتنا من الداخل والخارج ، كما يعلمنا التقدير والوصول للجنة .. فتعبَّد لله بالتسامح وتعامل به وارتقي بنفسك .. 5) شجرة التسامي : لماذا التسامي ؟ لأننا أمة دائماً تنظر للأعلى – للارتقاء – للقمة ، وهذا يكون بِــ : الترفع – الرقي – الإيجابية – التفاؤل – الاحتواء .. ويكون بالمعادلة التالية : مؤثر زمــــــــــن > ردة الفعل وهذه المعادلة تشرح الحديث ( ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) .. إنّ فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله : الحلم والأناة .. فالحلم يجعلني أتروَّى ، والأناة تجعلني أُنزل الأمور منازلها ، وعلينا عدم إساءة الظن ، وعدم إصدار أحكام وقرارات في حالة الغضب نندم عليها فيما بعد .. لا تقل : هذا صعب .. أبداً .. ولكن مع التدريب والصبر والرغبة يأتي كل أمر مرغوب ، ولكن هناك أمور يجب فيها الرد السريع .. والقلب السليم يخدم صاحبه كثيراً في الارتقاء عن الصغائر .. 6) شجرة تَقَبُّل التغيير : تجعلني أترفع عن الاهتمام بالصغائر ، وبالتغيير للأفضل يسعد الإنسان ، قال تعالى :  إنّ الله لا يغيروا ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم  ... وهناك آليات تساعدني على التغيير وهي : الصدق – الإرادة – الرغبة – الهمة العالية – المعرفة – اكتساب آليات تمكنني من التغيير .. وليتم ذلك لابد أن أقف مع نفسي بصدق كل يوم من 10 – 15 دقيقة أكتب فيها : إيجابياتي – سلبياتي – ما الصواب – ما الخطأ – أين الخطأ في عباداتي ومعاملاتي .. فأقرب طريق إلى الله هو الصدق مع النفس ، وليس المطلوب هو التغيير الظاهري ولكن المطلوب هو التغيير القلبي ( إنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ......................... ) .. وأي تغيير يرقى بي فأهلاً وسهلاً به ما دام لا يعارض الكتاب والسنة ، وتقبُّل التغيير إلى الأفضل يشعرنا بالراحة النفسية التي بها تتم الإنجازات وتنهض الأمة ، ومما يساعدنا على التغيير الاستعانة بالله والصبر والصلاة وسؤال أهل الذكر والخبرة .. 7) شجرة عدم التفكير فيما يضايقني : وهذه جداً صعبة ولكنها سهلة على من يسرها الله عليه ، وبمعنى بسيط ( حسن الظن ) ، وهذا ما يجب أن يكون عليه المسلم ، فضع نفسك مكان كل من أساء إليك ، وعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به ، ودائماً فكر بإيجابية ، والتمس الأعذار ، واترك التفكير فيما يضايقك ولا تتذمر وأوجد حلاً ، وكن كالشجر يُرمى بالحجر فيلقي بالثمر ، ولا تلعن الظلام وأشعل شمعة ، وضع أهدافاً : أتريد الدنيا أو الآخرة ؟ أتريد الجنة أو النار ؟ وعليها قرر كيف تكون ، وانطلق من نقطة النهاية وبالله التوفيق .. وفي ظل هذه الشجرة نتذكر أنّ الله كره لنا قيل وقال ، والتفكير الكثير فيما يضايق يجعلنا نمرض بالضغط والسكر عدا عن أمراض القلوب وتبعاً لها الذنوب والمعاصي .. حاور نفسك واعلم أن لا شيء في هذه الدنيا يساوي أن تخسر الجنة ورضا الله من أجله ، فهي إحدى اثنتين إمّا أن تفكر فيما لا يهم وتنزل أسفل السافلين أو تفكر فيما يجب أن تهتم به فترقى وتعلو .. 8) شجرة التوقف عن الشكوى من أي عبء تتحمله : علاجه احتساب الأجر ، وأننا نحن المسلمين لنا في كل كبيرةٍ وصغيرةٍ أجر ، فاحتسب الأجر تفتح باب الحساب مع الله من الفجر ، وتعبّد الله بكل عملٍ وكل قولٍ ونية .. وما بكم من نعمةٍ فمن الله ، الحمد لله عندي بيت ، الحمد لله عندي زوج – أولاد – جوارحي حالتها ممتازة .. فمن ماذا تشتكي ؟ من النعمة أم من ماذا ؟ أحبَّ عملك مهما كان ، متَّع نفسك فيه ، طوِّر طريقة عملك ، وهذا كله يدخل تحت ( إنما الأعمال بالنيات ) .. وفي البستان أشجارٌ كثيرة ، ابحث عنها واعمل بها ، اتبع الكتاب والسنة .. عيش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك ، عيش بالحب – التسامح – الاهتمام بالآخرين – العلم – الصبر – الإرادة – الابتسامة ، اتَّبع الكتاب والسنة وارجع إليهما في كل أمر .. ولا تهتم بالصغائر من غيرك لك ، واهتم بها منك لغيرك ... برأيكم على ماذا تدل هذه الدورة ؟ وما الذي تحثنا عليه ؟ ألا ترون أنها تحثنا على الأخلاق التي حثنا عليها دين الأخلاق ، والتي بها كانت رسالة النبي محمد  ( إنما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق ) .. فإن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .. وأسأل الله أن يجعلنا عباداً ربانيّين ، ويكرمنا بنهضة الأمة ونصر الدين بحسن الخلق وإتباع سيد المرسلين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد الهادي الأمين ... أختكم فاطمة محمد إدريس


أضيفت في: 2008-02-25
أضيفت بواسطة : الاستاذة فاطمة محمد إدريس


ملاحظة: المشاركات والقصص والنوادر لا تعبر بالضرورة عن أراء موقع إعفاف للزواج والإصلاح الأسري ولا يلتزم بصحة أي منها
من نحن
زواج المسيار
نموذج تسجيل الرجال
طلب فتوى
استشارات أسرية
فقه الزواج
دعم الموقع
أضف مشاركة
تصفح ووقع في سجل الزوار
أعلن معنا
شكاوي ومشاكل الموقع
اتصل بنا
عن محمد بن علي أن عليارضى الله عنه قال لابن عباس إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر-البخاري



 
© 2012 - 2006 جميع الحقوق محفوظة لموقع إعفاف للزواج والإصلاح الأسري